تعدُّ وسائلُ النّقلِ إحدى أهمّ العناصرِ الأساسيّةِ في أيِّ دولة، لا سيَّما وأنَّها تُعدّ مُؤشّراً على تقدُّمها واحترامِها لأفرادها،[١]، إذ استطاع الأفراد من خلالِها إلغاءِ المسافاتِ الشّاسعةِ التي كانت تفصلُ بينَ المناطقِ، ممّا أدّى إلى نقلةٍ نوعيةٍ في تواصلِ النّاسِ بعضهم البعضٍ، وتسهيلِ تجاراتهم وترحالِهم. وقد استعمل الإنسانُ وسائلَ النقلِ على مرِّ العصورِ؛ وتطوّرت بتطوّرِ الثّقافةِ والتَقدّمِ التقنيّ، حيثُ بدَأت بالدّواب والعربات لتصلَ إِلى الطّائراتِ. وتنوَّعت حسب التّضاريس والبعد؛ فمنها ما ينقل الإنسان برّاً كالسّيارةِ والباصِ والقطارِ، ومنها ما ينقُلُه بحراً كَالسُّفنِ والقوارب، ومنها ما ينقله جواً كالطّائرات. ونظراً لكون الانتقال جوّاً يُساعد على الانتقال لأبعد المسافات بأقلِّ وقتٍ كانَ لا بدَّ منَ اعتبارِها أفضل الوسائلِ في النّقلِ.
تُعتبرُ الطّائرةُ عبارةً عن مركبةٍ للّنقلِ الجويِّ تعتمدُ في عملِها على قوّةِ الدّفعِ التي تتولّدُ بفعلِ أجنحَتِها وقوّة السّحب منَ الهواءِ، وتتّكون مِن الأجنحة، والذّيل، وأنظمة الهيدروليك، وأنظمة المِلاحة، وأنظمة الاتّصالات، وأنظمة الوقود، ومُحرّكات الطّائرة، وعجلات الطّائرةِ.[٢]
اختراع الطائرةلا يخفى على أحدٍ أنَّ الإنسان كان ينظر بعينِ الغرابةِ والعجبِ منَ الطّيورِ التّي تُحلّق في أعالي السّماء، والشّاهد على ذلك هو محاولات طيران البشر التي بدأَ بها العالمُ العربيّ الأندلسيّ عباس بن فرناس كمحاولةٍ أُولى للطّيرانِ باستخدامِ جناحينِ مِنَ الرّيش صنَعَهُما بنفسِه، لِيَأتي بعد ذلك رسم الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي لجهازِ الأورنيثوبتر (بالإنجليزية: Ornithopter)؛ وهو عبارة عن طائرة بجناحين كأجنحةِ الطّيورِ، وفي عام 1783م استطاعَ الأخوان الفرنسيّان جاك وجوزيف منتجولفير صُنعَ أوّلِ بالونٍ مملوءٍ بالهواءِ النّاتج ِعَن الاحتراقِ، ثمّ تَلا ذلك العديدَ من المُحاولاتِ لبناءِ طائرةٍ شراعيّةٍ بدأَ بها البريطانيّ جورج كايلي في عامِ 1804م، وتطوّرت على يدِ الألمانيّ أوتو ليلينتال عام 1891م، وبعدَ ذلك توّجهَ المُبتكرونَ للبحثِ عن طائرةٍ حقيقيةٍ تَعملُ بِمُحرّكٍ، واستطاعَ الأمريكيّ صامولي لانجلي ابتكارها وقَد أسماها (aerodrome). يعودُ الفضلُ في اختراعِ الطّائرةِ إلى الأخوين رايت (ويلبر رايت وأورفيل رايت)، وَذلكَ بحسبِ مَا أَورده المؤرخون، وكانت تجربتهما بمثابةِ المُعجِزةِ؛ فقَدِ استطاعا الطّيرانَ والتّحليقَ بواسطةِ آلةٍ أثقل مِن الهواءِ نفسِه. [٣]
حياة الأخوان رايتكانت التّجربة الأولى والتي اعتُبِرت تجربةً ناجحةً بامتياز في العام 1903م، وتحديداً في السّابع عشر من شهر ديسمبر عن طريق طائرة ذات أجنحة مُزدوجة.[٥]
توفّي ويلبر رايت بمرضِ التّيفوئيد أثناء قيامه برحلةٍ إلى بوسطن في العام 1912م، أمّا عن أخيهِ أورفيل فتوفّي عام 1948م إثر نوبة قلبيّة.[٦] لقد كانَ إنجازُ الأخوين رايت من أعظمِ الإنجازاتِ في القرن العشرين، وربّما كانَ واحداً مِن أعظمِ الإنجازاتِ الإنسانيّة، فتحليق الإنسان كالطّائرِ في السّماءِ حدث ليس بالهيّن ولا بِالسّهل، فهو حلّ الملايين من النّاس منذ خَلْق الله الإنسان إلى يومنا هذا. من هنا كان من الضَروريّ أن يتذكّر العالم أجمع إنجاز الأخوين رايت في كلّ عام، بالإضافة إلى الاحتفاظ بالطّائرة التي استطاعا الطّيران بها في مَتحفٍ في نورث كارولاينا في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وهي الولاية التّي تُعدُّ مَسقطَ رأسيهما.
المراجعالمقالات المتعلقة بمن هو مخترع الطائرة